الأحاديث الواردة في عدد الأولياء والأبدال والنقباء... لدى الصوفية والحكم عليها
قال: (وكذا -هنا الشاهد- كل حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة (الأولياء) و(الأبدال) و(النقباء) و(النجباء) و(الأوتاد) و(الأقطاب)، مثل: أربعة أو سبعة أو اثني عشر أو أربعين أو سبعين أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، أو القطب الواحد فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ، إلا بلفظ (الأبدال).فهذه الكلمة هي التي جاءت عن السلف، تكلم بها بعض السلف، وكانوا يقولون: فلان من الأبدال، ومستندهم في ذلك الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند وأشار الشيخ إليه هنا.قال: (وروي فيهم حديث: ( أنهم أربعون رجلاً وأنهم بـالشام )، وهو في المسند من حديث علي رضي الله عنه، وهو حديث منقطع ليس بثابت، ومعلوم أن علياً ومن معه من الصحابة كانوا أفضل من معاوية ومن معه بـالشام ).أي: أن شيخ الإسلام رحمه الله يرد الحديث من جهة السند ومن جهة المتن، أما من جهة السند فيقول: إنه منقطع وليس بمتصل، لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند صحيح متصل، بل هو منقطع.ثم من جهة المعنى يقول الشيخ: (إن علياً رضي الله تعالى عنه ومن معه كانوا بـالعراق ، و معاوية رضي الله تعالى عنه ومن معه كانوا بـالشام ، فكيف يكون الأبدال بـالشام ؟) يعني: إذا كانوا بـالشام فأي الطائفتين أفضل؟ فأهل الشام كان فيها الأبدال، ومعلوم عند المسلمين جميعاً أن الذين كانوا بـالعراق أفضل؛ لأن علياً رضي الله تعالى عنه أفضل من معاوية ، وكان في العراق أيضاً بقية العشرة، مثل: الزبير ، و طلحة ، و سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه بقي حياً بعد أيام الفتنة، وكان أفضل الأمة بعد علي ، لكن في أيام صفين كان أفضل من على وجه الأرض علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ثم سعد بن أبي وقاص ؛ لأن البقية قد توفاهم الله عز وجل. المهم عندنا هذان الاثنان وهما من العشرة، وهما كانا في العراق ، كيف يكون الأبدال أربعين وأفضل الناس ويكونون بـالشام ؟إذاً: لا يصح في هذه شيء، فإذا كان الأمر كذلك فمن أين أخذوا هذا الترتيب وهذه الأعداد؟ ما أصل هذا القطب؟ من أين جاءوا به؟